فــــــــــن الـــــــقــ ص ــــــــــــة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فــــــــــن الـــــــقــ ص ــــــــــــة
بســم الله الرحمــن الرحـــيم
______________________________
القصة: عملٌ أدبي يصوّر حادثة من الحوادث في الحياة , أو عدّة حوادث مترابطة
يتعمق القاصّ في تقصّيها والنظر إليها من جوانب عدة لتكسبها قيمة إنسانية خاصة .
وهي فنّ طبعي قديم صاحب الأمم من عهد البداوة إلى ذروة الحضارة , ولايزال
إلى اليوم يمثل مكانة ً ممتازةً بين الفنون الأدبية الأخرى لاتصاله بحياة الناس
الماضية والحاضرة , ولمرونته واتساعه للأغراض المختلفة , ولجمال أسلوبه
وخفته على النفس .
وقد كان هذا الفنُّ سمر العرب في الجاهلية , حتى بلغ به القرآن الكريم
أسمى درجةً بأبلغ أسلوب وأفصح بيان , ثم نشط بعد ذلك وتعددت أغراضه
وأنواعه , فكان حقيقياً كقصص الرِّحل والملوك والأدبــــــــاء , وخيالياً مثل
(كليــلة ودمنــة) , ونوع أدبي قصير كالمقامات . وحماسي طويل كقصة
عنتــــــرة بن شـــداد.
والقصة التي نعدّها من أهم خصائص العصر الحديث , هي القصة الواقعية
التي تعُنى بالتحليل النفسي للأشخاص , وكذلك التي تعنى بالمواقف.
في هذا العصر أخذت القصة وضعاً فنياً , وخضعت لبعض القوانين في
التأليف والأسلوب , فكثرت أشخاصها وحوادثها وتشابكت ثم تعددت مواقفها
ونتائجها .
وقد تكون القصة مجموعة أحداث مرتبة ترتيباً سببياً , تنتهي إلى نتيجة طبيعية
لهذه الأحداث , هذه الأحداث المرئية تدور حول موضوع عـام , هو التجربة
الإنسانية الموضوعية الاجتماعية .
والتجربة القصصية لابدّ فيها من صدق الكاتب, وليس ضرورياً أن يكون
القاصّ قد عاناها بنفسه , بل يكفي أن يلحظها ويؤمن بها . ولابدّ له في
في القصة من أن يدرسها في واقع الحياة .
عرض القـــصّــة :
الحق ُّ أنّ عرض القصة له طرقٌ كثيرة يصعبُ تحديدها , إذ أنّ حرية المؤلف في هذا الجنس
الأدبي لاتحدُّها القواعد كلّ التحديد . وعبقريته هي التي تعينه على الإفادة من الطريقة التي
يختارها , أو على الانتفاع بكثيرٍ من الطرق , يزاوج بينها في قصته . فقد يبدأ المؤلف قصته
من أوّ ل حوادثها , فيصفُ نشأة أبطاله , وميلاد َ علاقاتهم بعضهم ببعض , ويتبع في ذلك
منهجاً زمنياً في عرض الأحداث . وقد تبدأ القصة ُ بنهايتها , وكثيراً مايقع ذلك في القصص
البوليسية . وللكاتب في طريقة عرض شخصياته أن يصوّرهم من خلال حركتهم ومواقفهم ,
في حديثهم بعضهم مع بعض , في الحوار , أو في حديث كل منهم لنفسه . وللقاص ّ أن يتوسع
في الأحاديث النفسيّة لشخصياته , ليصوّر بها وعيهم الباطني .
الأشخاص في القــصــّة :
الأشخاص في القصة مدار المعاني الإنسانية , ومحور الأفكار والآراء العامّة , ولهذه المعاني
والأفكار المكانة الأولى في القصّة منذ انصرفت لدراسة الإنسان وقضاياه , فلا مناص أن تحيا
الأفكار في الأشخاص وتحيا بها الأشخاص .
والكاتب يوجد أشخاصه , مستوحياً في إيجادهم الواقع , مستعيناً بالتجارب التي عاناها هو أو
لحظها , وهو يعرفُ عنهم كل شيء ٍ , ولكنّهُ لايفضي بكل شيءٍ .. فلا يصح أن يذكر تفصيلات
الحياة اليومية إذا كانت لاتمُت بصلة إلى فكرة القصة , ولاتدلّ على الحال النفسية لأشخاصه ,
أو على العادات والتقاليد ذات السلطة في المجتمع..
العناصر التي تــقوم عليه القصص ثــلاثـــة:
1_ المقــــــدمــــــــــة: وفيها يهيأُ ذهن القاريء للمرحلة الآتية التي يُمهّد ُ لها بأحداثٍ تكون .
المرحلة الثانية نتيجة لها.
2_ التــــعقيـــدأو العُقدة: وهي المرحلة الثانية التي تشتبك ُ فيها الأحداث وتتأزم ُ المواقف ُ
فتنطمس أمام القاريء معالم الحلّ , ويصبح في حالة تحفُّز ٍ كامل لما يأتي بعد ذلك .
______________________________
القصة: عملٌ أدبي يصوّر حادثة من الحوادث في الحياة , أو عدّة حوادث مترابطة
يتعمق القاصّ في تقصّيها والنظر إليها من جوانب عدة لتكسبها قيمة إنسانية خاصة .
وهي فنّ طبعي قديم صاحب الأمم من عهد البداوة إلى ذروة الحضارة , ولايزال
إلى اليوم يمثل مكانة ً ممتازةً بين الفنون الأدبية الأخرى لاتصاله بحياة الناس
الماضية والحاضرة , ولمرونته واتساعه للأغراض المختلفة , ولجمال أسلوبه
وخفته على النفس .
وقد كان هذا الفنُّ سمر العرب في الجاهلية , حتى بلغ به القرآن الكريم
أسمى درجةً بأبلغ أسلوب وأفصح بيان , ثم نشط بعد ذلك وتعددت أغراضه
وأنواعه , فكان حقيقياً كقصص الرِّحل والملوك والأدبــــــــاء , وخيالياً مثل
(كليــلة ودمنــة) , ونوع أدبي قصير كالمقامات . وحماسي طويل كقصة
عنتــــــرة بن شـــداد.
والقصة التي نعدّها من أهم خصائص العصر الحديث , هي القصة الواقعية
التي تعُنى بالتحليل النفسي للأشخاص , وكذلك التي تعنى بالمواقف.
في هذا العصر أخذت القصة وضعاً فنياً , وخضعت لبعض القوانين في
التأليف والأسلوب , فكثرت أشخاصها وحوادثها وتشابكت ثم تعددت مواقفها
ونتائجها .
وقد تكون القصة مجموعة أحداث مرتبة ترتيباً سببياً , تنتهي إلى نتيجة طبيعية
لهذه الأحداث , هذه الأحداث المرئية تدور حول موضوع عـام , هو التجربة
الإنسانية الموضوعية الاجتماعية .
والتجربة القصصية لابدّ فيها من صدق الكاتب, وليس ضرورياً أن يكون
القاصّ قد عاناها بنفسه , بل يكفي أن يلحظها ويؤمن بها . ولابدّ له في
في القصة من أن يدرسها في واقع الحياة .
عرض القـــصّــة :
الحق ُّ أنّ عرض القصة له طرقٌ كثيرة يصعبُ تحديدها , إذ أنّ حرية المؤلف في هذا الجنس
الأدبي لاتحدُّها القواعد كلّ التحديد . وعبقريته هي التي تعينه على الإفادة من الطريقة التي
يختارها , أو على الانتفاع بكثيرٍ من الطرق , يزاوج بينها في قصته . فقد يبدأ المؤلف قصته
من أوّ ل حوادثها , فيصفُ نشأة أبطاله , وميلاد َ علاقاتهم بعضهم ببعض , ويتبع في ذلك
منهجاً زمنياً في عرض الأحداث . وقد تبدأ القصة ُ بنهايتها , وكثيراً مايقع ذلك في القصص
البوليسية . وللكاتب في طريقة عرض شخصياته أن يصوّرهم من خلال حركتهم ومواقفهم ,
في حديثهم بعضهم مع بعض , في الحوار , أو في حديث كل منهم لنفسه . وللقاص ّ أن يتوسع
في الأحاديث النفسيّة لشخصياته , ليصوّر بها وعيهم الباطني .
الأشخاص في القــصــّة :
الأشخاص في القصة مدار المعاني الإنسانية , ومحور الأفكار والآراء العامّة , ولهذه المعاني
والأفكار المكانة الأولى في القصّة منذ انصرفت لدراسة الإنسان وقضاياه , فلا مناص أن تحيا
الأفكار في الأشخاص وتحيا بها الأشخاص .
والكاتب يوجد أشخاصه , مستوحياً في إيجادهم الواقع , مستعيناً بالتجارب التي عاناها هو أو
لحظها , وهو يعرفُ عنهم كل شيء ٍ , ولكنّهُ لايفضي بكل شيءٍ .. فلا يصح أن يذكر تفصيلات
الحياة اليومية إذا كانت لاتمُت بصلة إلى فكرة القصة , ولاتدلّ على الحال النفسية لأشخاصه ,
أو على العادات والتقاليد ذات السلطة في المجتمع..
العناصر التي تــقوم عليه القصص ثــلاثـــة:
1_ المقــــــدمــــــــــة: وفيها يهيأُ ذهن القاريء للمرحلة الآتية التي يُمهّد ُ لها بأحداثٍ تكون .
المرحلة الثانية نتيجة لها.
2_ التــــعقيـــدأو العُقدة: وهي المرحلة الثانية التي تشتبك ُ فيها الأحداث وتتأزم ُ المواقف ُ
فتنطمس أمام القاريء معالم الحلّ , ويصبح في حالة تحفُّز ٍ كامل لما يأتي بعد ذلك .
3_ الحـــــــــلُّ: وهو النهاية التي لاتأتي فجأةً ودَفعةً واحدةً , بل يمهّدُ لها بأمور توميء
ولاتوضّح , وتشيرُ ولا تُفصحُ , لكي لايصلُ القاريء إلى الحلِّ مباشرةً , فيبرُدُ شوقهُ
وتفتُرُ عزيمتهُ , لأنّهُ لم يعُد في حاجة ٍ إلى معرفةٍ جديدةٍ .
وهذه العناصر ُ الثلاثة إنما تأتي بعد العنصر الأساسي الذي لايمكن وجودها إلا
بوجوده , ذلكم هو............... (( الحدث )) .
هذا وقد جعل بعض الأدباء عناصر القصة هي:
المادة وهي الحادثة أو الحكاية , والشخصية , والصراع , وزمان القصة ومكانها
والفكرة , والعقدة أو المشكلة , والسّردُ , والبنــــاء...
أهم الخواص المتصلة بأسلوب القصة وخطتها العامّة :
1- الصفة العامّة التي تخضع لها خطة القصة هي : التسلسل والاطّراد , بحيث يشعر القاريء أنه مسوق
دائماً إلى غاية , فهو في ترقبٍ وانتظارٍ شائقٍ , وكُل قسم يُعِدُّ لما يتلوه , حتى تتوالى الحوادث والمناظر
وتنتهي إلى الغاية المقصودة .
وفي القصة: المقدمة , والحوادث , والعقدة , والجوّ , والحل ..
2- ينبغي أن تكون القصّة ذات مغزى رئيسيّ يُفهم من السياق , وبطريق غير مباشر , حتى لاتستحيل
القصة ُ خطابةً أو مقالةً .
3- يَحسُن أن تختار الحوادث الهامّة وتنسّق تنسيقاً منطقيّاً , وتسير بين السُّرعة والبطء .
4- يجب أن تكون العبارات سهلةً واضحةً , لاتحوج القاريء إلى توقفٍ , لأنّه معنيٌّ بمجرى
الحوادث ومغازيها , فهي هنا كالخطابة إذا تعقدت تراكيبها أو غربتْ ألفاظُها , ذهبت فائدتها
وروعتها .
5- يجب أن تكون العبارة منوّعة بين الرقّةِ والقوّة , حسب المواقف والشخصيّات
فلغة الرجال غير لغة النساء , ومواقف الوعيد تخالفُ مواقفَ العتابِ ولكنّها معَ ذلك
قويّة تصوّرُ العواطف والأفكارَأصدقَ تصويرٍ , وتجعل ُ القاريء كالمشاهدِ , كأنّهُ يشتركُ
في حوادث القصّة .
6- يتنوّع الأُسلوب بين القصص , والوصف , والحوار , وقد تكون خطابة ً أيضاً , ولكن
الوصف يقصر ويوجز - لأنّ مهمّتهُ التمهيد وتصوير البيئات - حتى لايعرقل سياق القصّة
والحوارُ يكون ُ بسيطاً دقيقاً , يُخلِّص ُ القصّة من الرتابة , وهو عماد الروايات التمثيلية ,
وإذا كان لابدّ فلتكُن قصيرة غير مملّة .
7- من مظاهر الأسلوب القصصي المبالغة ُ أحياناً للتنبيه إلى النقط الهامّة , والمفاجأة , وذلك
حين تتحقق النتائج قبل أوانها لطاريءٍ من الطواريء .
** وتُعدُّ القصّة أقدرُ الآثار الأدبيّة على تمثيل الأخلاق , وتصوير العادات , ورسم خلجات
النفوس , كما أنّها - إذا شّرُفَ غرضُها , ونَبُلَ مقصدها , وكَرُمتْ غايتُها - تُهذِّبُ الطباع
وترقِّق ُ القلوب , وتدفع النّاس إلى المُثلُ العليا , من الإيمان والواجب والحقِّ والتضحية
والكمال والشرف والإيثار.
والقصّة تُصوّرُ موقفاً أو مواقف دينيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو سياسية أو أخلاقيّة
أو غير ذلك من أحوالِ الحياة التي لاتحصر.
الأقصــوصـة :
الأُقصوصة ُ: نوعٌ من أنواع القصص , وهي عبارةٌ عن قصّة قصيرة, تُكتبُ في صفحةٍ أو
صفحتين , وتُعالجُ حَدَثَاً صغيراً في مساحةٍ لاتسمحُ بتعدُّد الشخصياتِ إلا بقَدرِ ما يحتملهُ هذا
الحادثُ . وهي أقصرُ من القصّة القصيرة , وتقوم على رسم ِ منظرٍ كما يصنع يوسف إدريس
في أُقصوصاته.
ويحصُر كاتبُ الأقصوصة ِ اتجاههُ في ناحيةٍ ويُسلّطُ عليها خيالهُ ويركز ُ فيها جُهدهُ ,
ويُصَوِّرُهَا في ايجاز ..
عدل سابقا من قبل القلم الجريح في الخميس فبراير 21, 2008 1:14 pm عدل 2 مرات
NiCe BoY- عضو جديد
- عدد الرسائل : 98
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 19/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى